فيما يلي بعض الأمور المُفضلة لديّ
الخريف هو موسم التغيير، حيث نعيد احتضان الروتين الذي كسرناه في الصيف، ونستعد للنوم في وقتٍ أبكر بقليل.
بالنسبة لعائلتي ولي، فإن الترحيب بالخريف يصطحب معه العديد من اللحظات المُبهجة للقلب. فمثلاً، إنه موسم إنتاج زيت الزيتون، حيث تؤتى أخيراً ثمار العمل في المواسم السابقة. ابتداءً من قطف الزيتون ووصولاً إلى تعبئة الزيت بعد عصره، فإن روح الوحدة والتجدد التي تأتي من هذا النشاط لا تنفكّ عن إلهامي.
خلال الخريف، أحاول الاستيقاظ قبل الجميع بقليل وأستمتع بالمناظر الرائعة لمزرعة عائلتنا. تتغير الألوان، وتتخذ الحقول شكلاً جديداً، حيث تصبح مُنقّطة بالظلال الطويلة والمتمايلة للعنصل البحري، وهو نبات شبيه بالبصل يبدأ بجذع مزهر يخترق التربة وقشرتها التي جفّت في الصيف، ثم يتحول إلى أوراق خضراء يانعة طوال فصل الشتاء! كما أنني أستغرق في النظر إلى السماء وأتوه في أسراب الطيور المهاجرة جنوباً من أجل فصل الشتاء. أشاهدها تدور وتطير بطريقة حلزونية إلى ارتفاعات مذهلة فوق تلال مجدل. غالباً ما أتساءل عن وجهتها النهائية وأفكر كم هي مذهلةٌ الطبيعة التي تستمر في إيقاعاتها بغض النظر عنّا نحن البشر وحياتنا الصاخبة والمليئة بالمشاغل!
الخريف هو موسم تتوفر فيه ثمار الرمان اليانعة بكثرة. لست متأكداً ما إذا كان السبب هو لونها الغني أو ربما مذاقها اللذيذ، ولكنني دائماً ما كان لدي نقطة ضعف تجاه هذه الثمرة. فهي ليست مجرد طعام لذيذ ولكنها مصدر رائع لمضادات الأكسدة. وعلى مرّ التاريخ، كانت ثمار الرمان تُبجّل كمصدر للثروة، حيث بمجرد فتحها، تخرج العشرات من البذور! كما أنها رائعة في الرسوم وغالباً ما أشملها في أعمالي الفنية.
هناك روعة خاصة تأتي مع هذا الموسم، ما عليك إلّا أن تنتبه إلى التفاصيل لكي تجدها وتُقدّرها.